ما نراه في أعيننا الآن هو نتاج الأزمات الداخلية والحروب الأهلية.نتائجها وآثارها واضحة حيثما نظرنا.
من أكثر الأزمات شيوعاً هي الحروب الأهلية والصراعات الداخلية التي تبنى في العادة على أساس عرقي أو طائفي أو مذهبي، فكثيراً ما نرى تلك الأزمات في العالم، ويولد على أثرها حفنة من التجار والمستغلين الذين يعمل معظمهم في السياسة هدفهم الأساسي هو زيادة تلك النزاعات واشعالها كل ما انطفأت.
فكغيرها من الأزمات تعيش فيها الطبقة السياسية المستغلة على أنقاض وبقايا شعوب مدمرة.
أكثر النتائج التي تتركها تلك الأزمات هي الضعف الاقتصادي المتتابع والذي قد يبقى حتى بعد أن تنتهي تلك الصراعات بسنوات عديدة.
يوجد العديد من الأمثلة على الأزمات الداخلية، فمثلاً العراق قد عانى من الحروب الأهلية سنوات طويلة جداً فكانت توجد فئة ما من الناس المستغلين تغذي الصراع الطائفي وكلما مات تعيد إحيائه ليبقوا الشعب منشغل في الحرب والدماء المنتشرة أينما كان وهم يبنون ويشيدون القصور ويرفعون جبال من الأموال وخاصة من عائدات النفط المسروق في بلد غني كالعراق، ومازال العراق يعاني من التداعيات الاقتصادية والفساد وليد الحرب حتى الآن.
بالقرب من العراق تقع لبنان. عام 1975 نشبت أيضاً في لبنان حرب أهلية أشعلت لبنان على امتداد مساحته، وكان تلك الحرب كغيرها من الحروب الأهلية على أساس ديني وطائفي ومذهبي. حرب متعددة الأوجه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
استمرت هذه الحرب حتى عام 1990، ومازالت آثارها موجودة حتى الآن. هنا يتمثل أيضاً الشرح المبسط للاستغلال، ففي هذه الحرب كغيرها صعد التجار والسياسيين على أجساد الشعب وبنوا ثروات طائلة وعصابات وتحالفات سياسية.